الثلاثاء، ٢ سبتمبر ٢٠٠٨




الفارس

الكل قد اجتمع على أن التغيير قادم وأن استمرار الحال على ماهو عليه ضرب من الخيال . والجميع أصبح يعلم علم اليقين ان هناك مرحله قادمه فى تاريخ مصر ولكننا جميعا لانعلم موعد هذا التغيير هل هو غدا ؟ ام بعد يوم او سنه.. الكل يعلم باننا على ابواب عهد جديد ولكن هذا العهد كيف سيأتى ؟ وكيف سيحدث التغيير . هل هو تغيير سيكون سلميا ام هو تغيير سيكون عنيفا ودمويا . ولو حدث هذا التغيير من سيكون الفارس القادم وهل سيكون من خارج الاضواء ام من داخل البيت وهناك الكثير والكثير من الاسئله التى تشغل بال الكثيرين منا ولقد سألت الكثير من الاصدقاء فى مصر وحتى خارجها فأجمعوا على ان هناك تغير قادم ولكن لاأحد يعرف كيف سيتم ومن سيكون الفارس وهل هو فرد او مجموعه او سيتم بأيدى خارجيه . كل شخص يضع سيناريوا للحدث الجلل وكل فرد يتمنى ان يكون التغيير على هواه وفى صالحه وان يأتى التغيير ليحقق له احلامه.
وأنا كفرد من هؤلاء الحالمين او كنقطه فى محيط لى السيناريو الذى احلم به وان كنت سأحاول ان اكون منصفا او محايدا اوحالما فهى مجرد رؤيه قد تكون حلما او كابوس الا انى لاامنع نفسى من الحلم بها وأنا هنا أعرضها فقد يكون هناك من يشاركنى الحلم او الكابوس إلا أنى لست وحيدا فى حلمى هذا :-

البدايه

كان فى مصر ثلاث طبقات . الطبقه العليا( الحكام ورجال المال والسياسه) والطبقه المتوسطه(العمال والفلاحين والموظفين ) والطبقه المعدمه ( المهنيين والحرافيش) ولم تخلو مصر يوما من هذه الطبقات
وفى ظل عهود متتاليه كان هناك نمو لبعض الطبقات على حساب طبقات أخرى وبعد ثوره 52 حاول رجال الثوره زياده حصه الطبقه المتوسطه على حساب الطبقات الاخرى فكانوا يقضون على طبقه الاقطاع لحساب طبقه المعدمين وكانوا يأخذون من اموالهم ويعطون المعدمين حتى أصبحت هناك طبقه متوسطه تتعدى اكثر من نصف المجتمع المصرى . ونظرا لتوقف ضخ الفكر الثورى فى عروق رجال الثوره وركونهم الى التمتع بمكاسب الثوره وتفرغهم للمكاسب الشخصيه سواء كانت ماديه او معنويه او حتى فى تصفيه حساباتهم . أصاب الثوره العجز والشيخوخه وظهر على السطح من يدعون انهم ورثه الثوره اوأنهم امتداد للثوره - ولكنهم لم يكونوا إلا إمتداد للمستفيدين من الثوره والصاعدين على أكتافها .وبهذا انتهت الثوره وأرادو الألتفاف حول مكاسبها وأستطاعوا ان يسلبوا الطبقه المتوسطه كل المكاسب التى تحققت لهم فى بدايات الثوره. وبدأت الطبقه المتوسطه فى التآكل رويدا رويدا حتى اصبحت غير موجوده إلا بنسبه ضئيله وهم حائرون بين الطبقتين الاعلى والادنى فمن منهم استطاع ان يتسلق أصبح من الطبقه العليا ومن تمسك بمبادئه هوى الى طبقه المعدمين
وهكذا اصبحنا فى مجتمع فيه طبقه النصف فى المائه وطبقه الحرافيش والتى يصل نسبتهم الى اكثر من 99% من شعب مصر . وهنا وجب التغيير او تجديد الدماء فى عروق الثوره لتحقيق العدل الاجتماعى والمساواه كما نصت عليها الاديان.
كل هذه المقدمه لكى أبين السبب الرئيسى للتغيير فى مصر .فالوضع الحالى واستمراريته يعتبر ضرب من ضروب المحال بكل المقاييس

الثوره

وللسبب الذى ذكرته ستقوم الثوره او التغيير فمن هذا السبب نستخرج مئات الاسباب التى تدعوا الى التغيير كغياب العدل الاجتماعى وإنعدام المساواه بين الطبقات وأختلال ميزان الحياه بصعود الأمثله الخاطئه الى الاعلى وسقوط المبادىء والمثل العليا الى اسفل الترتيب الاجتماعى . كما ان هذا الاختلال بين الطبقات قد أدى الى ان يصبح كل شىء مباح بعد انتشار الفقر والحرمان والعوز والفاقه ومع تفاوت المستوى بين الطبقات وعدم شعور الطبقه الاعلى بالطبقه السفلى وهى الغالبيه او حتى محاوله رفع مستواها . بل اصبح هناك استفزازيه من الطبقه الحاكمه من رجال المال والسياسه . وعلى مبدأ ان الجوعان لايفكر فلابد ان تتكسر كل الفوارق بين الطبقات لنعيد توزيع الثروات لهذا البلد بطريقه عادله وأن يشعر كل فرد انه يمتلك جزء من هذا الوطن وأن نشعر بالانتماء لوطن يحمينا ونحتمى به وقت الشدائد ونحميه ضد كل اعتداء خارجى . وان يشعر الجميع انهم على قدم المساواه مع الجميع .
هذه هى الدوافع لقيام توره التغيير لتحقيق العداله والمساواة

الشراره

ولكل ثوره او حركه لابد من شراره تفجر الاحداث وهنا فى مصر دائما تكون هذه الشراره غير متوقعه او لسبب بسيط قد يمر على الجميع مر الكرام لان هناك ماهو اصعب واقوى قد مر على بلدنا ولم يحدث شىء وهذه الشراره لم تحدث حتى الان وأن كانت هناك بعض التباشير تقول انها قادمه وأن هناك بعض البروفات قد تمت فى بعض القرى والمراكز والمحافظات الا انها لم تكن بالقوه التى تؤهلها لكى تكون شامله او تعمم على مستوى القطر بالكامل وغالبا ماتستطيع الاجهزه الامنيه من احتواء هذه الشراره حتى لاتنتشر الى أماكن آخرى لأنهم يعلمون انه لو انتشرت فى كل الانحاء فلن يقدروا على مواجهتها او الوقوف فى وجهها فالاجهزه الامنيه تستطيع ان تسيطر على مدينه لكنها لاتقدر ان تسيطر على ثوره شعب لانها من نسيج هذا الشعب وتعلم ان هناك لحظات سوف تقف مع هذا الشعب ولاتواجهه لان الشعب هو حامى هذا البلد وليس الجيش او الشرطه . وان الشرطه والجيش هم ابناء هذا الشعب ولو تم تخييرهم بين النظام والشعب فسوف ينضمون لصفوف الشعب. وانا أظن ان الشراره الكبرى قادمه لاريب فى ذلك ولكن متى او من اين تبدأ فالله اعلم

سيناريو الحدث
سوف يبدأ الحدث بعد ان تنفجر الشراره الاولى فى مكات بسيط وغير متوقع ولسبب بسيط جدا وبعدها سنتشر مثل النار فى الهشيم وسوف تنتقل عدواها الى كل مكان وسوف يكون التنظيم فيها غائبا . إلا انه سيكون هناك ترابط فى التوجه بسبب الهدف المشترك وهو تغيير الوضع وعدم استمراريته وهذا التغيير لن يحدث الابغياب النظام المسيطر وابعاد كل مايرمز له عن الصوره
وقد يكون عدم وجود قياده موحده للحدث سببا فى عدم السيطره الامنيه على الحدث وسيكون ايضا سببا فى تجاوزات لان الحدث سيكون خليطا من الثوره الفرنسيه وثوره البلاشفه وسيكون الهدف هو تدمير الطبقه الحاكمه وكل ماترمز له وهذا التدمير سيكون ماديا بالأباده التى ستصل الى حد القتل وتدمير معنوى بسحب كل امتيازات وسلطات هذه الطبقه
وفى غياب القانون وآى قانون سوف تكون هناك تجاوزات من قتل وسرقه ونهب يقابلها حالات هروب جماعى واختباء وأن يتنصل اتباع النظام السابق منه ولكى يثبتوا تبرئهم سيكونون اشد قسوه وبطشا ضده وسيكونون هم الادله والموجهون لغضب الجماهير الى مراكز القوه والضعف فى النظام لتحطيمه وتجريده من قوته.
وأعتقد ان هذه الحاله سوف تستمر عده ايام حتى يتم التطهير والتطهر والتنفيث عن الغضب واشباع الرغبه فى الانتقام والثأر وبعدها سوف يبدأ السؤال الذى سيطرح نفسه على الجميع بدون اى ترتيبات. ماذا بعد ؟
وهنا سيأتى دور البحث عن القياده وخلق الترابط وتوحيد الاتجاه فى الفتره القادمه. وستكون هذه هى اولى الخطوات فى خلق التنظيم او النظام القادم وبعدهاستبرز ملامح القائد فى المرحله القادمه


ظهور الفارس
(مرحله جديده وقائد جديد)

بعد ان تهدأ الامور وتسيطر الطبقه المعدمه او الطبقه الثائره على مقاليد الأمور - ستكون كل مجموعه قد سيطرت على حيز معين او منطقه معينه وسيجدون أنه لابد من التعاون بينهم ووجود ترابط لتحقيق هدفهم وهنا سيبدأ الشكل العام للتنظيم فى التشكل والظهور وسوف تظهر هنا قيادات لم تكن اصلا معروفه وسيحدث الترابط بسرعه لوحده الهدف والتوجه وبعدها ستبدأ مرحله الاندماج والتى سينتج عنها ظهور شخصيه القائد او الفارس للعهد الجديد . والفارس سيكون على غير المتوقع فهو سيكون شخصيه عاديه فى كل شىء غير مميز فى تعليمه او ثروته ولكنه شخص سيخرج من بين الجموع وستضطره الامور الى البروز عن الجميع وسيكون مكرها على القياده زاهدا فيها وغير ساعى اليها. ومن سماته انه شخصيه مسيطره على من حوله بالحب والعطاء. والفارس سيتم تكوينه فكريا عن طريق التشكك فى النظام السابق وسوف تقوم الاحداث بصنع هذا الفارس.اما عن توجهات هذا الفارسفعلى مااعتقد سيكون خليطا من الاشتراكيه دون اهمال للجانب الدينى وستكون المثل العليا والافكار الساميه هى مكونه الاساسى فى كل توجيه او تصرف
--------------------------------------------------------------------
وحتى يأتى هذا اليوم وان يتحقق الحلم او الكابوس فلن نمنع انفسنا عن الحلم.

ياحكومه طظ فيكى .. وطظ فيك ياشعب .. بلا وطنيه.. بلاوجع قلب .. حياتنا هباب .. فى هباب .. والعيشه غلب .. فى غلب ..