الأحد، ١٤ ديسمبر ٢٠٠٨

الموت والحياه



العدل والمساواه


لكل شىء نهايه والحياه الوضع الطبيعى لها ان تنتهى بالموت سواء كان طبيعيا أو صناعيا فكل ألوان الموت تتشابه بالنسبه للمقبلين عليه فلن يفرق الموت بين من مات على فراشه ولا من مات مشنوقا أو محروقا فأحساس الميت واحد فى جميع الحالات . ولو بحثنا عن العداله فى الدنيا نجدها تتمثل فى الميلاد والوفاه والفرق الوحيد هو ان هذا الحكم الآلهى واجب التنفيذ وليست هناك مجالات للنقض والأستئناف او ماشابه ذلك من القوانين الوضعيه فلم نسمع يوما عن مولود طلب تأجيل نزوله من بطن أمه ولم نسمع عن شخص أستأنف فى موعد موته وطلب تأجيله . ونجد أن الميلاد والموت لايفرق بين غنى وفقير ولا ابيض ولا اسود ولامسلم ولا مسيحى ولاذكر أو أنثى فالكل يولد ويعيش حياته طالت أم قصرت وستنتهى حياته بالموت فهل هناك عداله أكثر من ذلك وهل هناك مساواه اكثر من ذلك فى المعامله فالكل سواء أمام الموت وفى الولاده وحتى فى مايحدث بعد الموت هناك مساواه فى المعامله فالكل يتحول الى فناء ويذهب الى العدم .

ولكننا فى الفتره بين الميلاد والوفاه نتصرف وكأننا لانعلم هذه الحقائق . ودعك من الحساب بعد الموت والجنه والنار وماسوف يحدث . ولكن نجد أننا نتفنن فى طمس الحقائق الواضحه فينا ونعمد الى محاوله محوها من ذاكره الاخرين وأن نقنع الاخرين ان يتقبلوا أن هناك طبقات مجتمعيه تعلو على طبقات آخرى وأن هناك من هم أفضل من الآخرين وأحسن منهم ونحاول أن نصعب الحياه على البعض منا ونحرمه من التمتع بحياته المقرره له أو المقدره عليه وكأننا لدينا القدره على المنع والعطاء وننسى أننا سوف نواجه نفس مصير من نتحكم فى مصائرهم .

الحياه هى صفحه بيضاء لكل منا فنجد أن منا من يترك اثرا ومنا من يمر عليها مر الكرام كأنه لم يوجد فيها يوما وليس بالضروره أن يكون هذا الآثر جيدا فهناك من يتذكره الناس باأسوء الأشياء وهناك من نضع تحت أسمه الكثير من الخطوط وهناك من نضع أمام اسمه المزيد من علامات الاستفهام وهناك من نلعن أجداده كلما ورد أسمه وهناك من نترحم عليه ولكن العداله والمساواه تجعل الجميع ممن يطلق عليهم ( الراحلين ) .

فهل يتذكر الحاكم والمحكوم انهم سوف يواجهون الموت سيواجهون نفس الاحساس المخيف ونفس المجهول من المشاعر وهل يعرف هذا من يضع القوانين ويتفنن فى وضع الأستثناءات فهل هناك استثناء فى الولاده او الموت فلما ينسى بعضنا ذلك أن الأصل فى الدنيا هو العداله والمساواه ونحن البشر من نصنع الظلم والتفرقه بل والأسوء من ذلك أننا نتباهى به وندلل به على عدلنا وحكمتنا
------------------------------

ياحكومه طظ فيكى .. وطظ فيك ياشعب .. بلا وطنيه.. بلاوجع قلب .. حياتنا هباب .. فى هباب .. والعيشه غلب .. فى غلب ..